4
لم يستطيع روئيل إخفاء القلق الذي شعر به في اللحظة التي كان تركيز وينتر ينصب عليه قبل أن يعود مجدداً إلى تفحص محتويات العقد بدقة واحدةً تلو الاخرى .
فهو لم يسبق له أن رأى وينتر يقوم بهذا النوع من السلوك ..
ففي العادة عندما يقوم وينتر بقلب الطاولة هذا يعني أن المفاوضات ستعقد لوقت أطول ، وهذا ما جعلَ روئيل قادراً على أن يجد ألاعيب جديدة لكي يستخدمها لاستفزازه ببطء.
” لقد سمعت بأن سيجارة لارك راموند هي الأكثر رواجاً “
إمتص هائيل أنفاس غضبه بدون إدراك منه قبل أن يقوم بتغطية فمه بيديه .
فقد كان يعرف عن لاركروند بشهرتهم بالعادة في تدخين السجائر ولكن مع هذا فقد كانت حكراً فقط على الأرستقراطيين ،فحاول وينتر تجربة السيجارة في بادئ الأمر من أجل الانخراط مع النبلاء ولكنه سرعان ما تراجع عن ذلك ، لعدم قدرته على تحمل أعباء آداب السلوك الصارمة التي كان ينبغي عليه تعلمها ليستطيع التواكب معهم ومنذُ ذلك الحين لم يكن لديه أي اهتمام بالسيجارة.
أردف روئيل:
“لهذا فإنني أود منك أن تريني إياهم إذا لم يكن هنالك أي إزعاج في ذلك”
” بكل تأكيد”
سيدي ، لم يكن ينبغي عليك الرد عليه بهذه الطريقة ! ،ليبتلع بعد ذلك هائيل ريقه متمنياً أن لا تخرج أي كلمه من بين شفتيه من شأنها أن تجعل روئيل يتبختر بسخرية عليه بسبب موضوع السيجارة ، فهذا بكل تاكيد سيجعل وينتر غاضباً ، وفِي نهاية الامر ستنصب المفاوضات التجارية في مصلحة روئيل.
كما أن هذا العقد في غاية الأهمية ، لانه يتعلق بكميات هائلة من حبوب القهوة التي سيتم توريدها لفنادق الشركة في المستقبل ، وأي تغيير طفيف في الأرقام سيؤدي إلى تغيير كبير في الأرباح المكتسبة .
وفي هذه الأثناء قام وينتر بتدوين بعض الأشياء على ورقة التي بدت كـ كلمات غير مفهومه قبل أن يسلمها لـ هائيل.
ويبدو بأن هائيل لم يستطع فهم أي كلمة مما دونها فيها مما جعله يحدق بها دون القيام بأي فعل ، وعندما أطال هائيل وقوف دون فعل شيء سأل وينتر:
“أيتوجب عليّ الذهاب بنفسي لأقوم بشرائهم ؟”
” أوه بطبع لا! سأعود في حال!”
لم يدرك هائيل أنها كانت فقط مجرد أسماء بعض السجائر ، ولكنه سرعان ما هرع للخارج للبحث عن اي متجر متخصص يكون قريباً ليشتري المعدات اللازمة من السجائر التي حددها وينتر في ورقة ملاحظة صغيرة وبعد ذلك عاد واضعا إياها على الطاولة أمامه .
ليلتقط وينتر سيجارة بيليكوسو من صندوقها وبكل خفه ضغط عليها بأصابعه.
” هل يتوجب عليك الضغط عليه بهذه الطريقة ؟ كما أنها تبدو غالية ؟”
بطبيعة الحال هائيل لم تكن لديه أي خلفية عن السجائر ، ولكن بكل تأكيد الفعل الذي قام به وينتر كان مجرد تفحص إذا ما كان يوجد عيوب في السيجارة قبل أن يقوم بتقديمها إلى روئيل.
” إن هذا النوع الذي يستخدم فقط من قبل العائلة الملكية ، أتمنى أن يكون مناسباً لذوقك”
روئيل لم يستطع سواء قبول السيجارة بصدمة ، بينما ينظر إلى وينتر كيف أنه يقوم بإخراج سيجارة جديدة ليقوم بتدخينها وبمهارة قام بقطع رأسها وأشعل النار بها حتى أن روئيل الذي شعر ببادئ الأمر بتفوق عليه لم يستطع العثور على أي خطأ في أي حركة قام بها وينتر فقد كانت مدروسةً جداً ، بدا له وكما لو كان قد تعلم هذه الحركات المتقنة منذُ ولادته.
ليتغلغل بعد ذلك اليأس إلى انفاس روئيل بعد فشل مراده الذي كان يصبو إليه ، ليقوم بعد ذلك بإخراج سيجارته.
” أرغب بأن يقوم ‘جونيور’ بإشعالها لي!”
[ هنا بالمختصر يعني أنه روئيل جالس يهين وينتر بحيث يذكر له مكانته بالمجتمع وكيف أنه أدنى منه مستوى عشان يثير غضبه ويستفزه أكثر ، فـ جونيور تعني صغير السن]
وفي اللحظة التي سمع فيها هائيل تلك الكلمات تقدم بسرعة نحو الطاولة حيث يجلس وينتر لأنه كان متأكداً بأن وينتر سيفقد أعصابه وسيقلب الطاولة ومن عليها ايضاً.
ولكن خلاف التوقعات كل ما فعله وينتر هو إمالة رأسه إلى الجانب كما لو أنه لم يستطع فهم ما كان يقصده روئيل بذلك.
وبالطبع هذا كان مجرد ردة فعل من قبل فيوليت فهي التي شعرت بذلك بينما هي بجسد وينتر.
فبغض النظر كيف كانت العائلة المالكة تعاملها وتتجاهلها على مدار هذه السنوات الثلاث إلا أنها لم تسمع من قبل عن مصطلح ‘جونيور’ وحتى بعد أن غضت بصرها عن الكم الهائل من الضغوطات التي تعرضت لها بسبب كونها أميرة.
لذا فيوليت بدأت تفكر للحظة من ثم أجابته:
“حسناً ، لكوني أصغر سنناً لذا…”
“لا ، لم أكن أقصد عمرك….”
” أين يكن ، فأنا لم أكن مدركاً جيداً بحقيقة كونك لا تملك أي فكرة عن كيفية تعامل مع السجائر إلى درجة احتياجك لشخص يعلمك كيفية إشعال واحدة ، لذلك أقبل اعتذاراتي ، فقد كان يجب عليّ شرح أكثر عن تفاصيلها قبل تقديمها لك”
لم تكن تقصد سخرية وإنما بالفعل قامت فيوليت بتفسير مصطلح ‘جونيور’ على أنها مسالة السن ليس إلا ، ولا يقصد به مكان أو وضع الشخص ، وأن روئيل كان فقط يرغب ببعض المساعدة لكونه شخصاً كبيراً في السن غير معتاد على السجائر ، لهذا شعرت بالأسى عليه.
لكن هذا جعل من روئيل يتخذها كمزحه بينما وجهه أحمر من احراج.
فيوليت عاودت إلى إساءة فهمه مرة أخرى ، ولكنها تظاهرت بعدم ملاحظة تغير تعابيره التي طرأت على محياه.
” هذا الاجتماع سيستغرق بعض الوقت لذا أرجوا منك أن تعتاد على ما نقوم بتقديمه للأشياء التي قد تبدو لك الجديدة”
هائيل بالكاد استطاع كبح نفسه عن الضحك ،بينما يلقي نظرة خاطفة على العلامات التجارية للسجائر التي دونها وينتر بابتسامة نصر.
“أجل أنت محق ، العديد من الأشياء الجديدة”
هذه المرة أصبح وجه روئيل شاحباً
لذا شعر روئيل غريزياً بأن أحد ما سيموت جراء جرعة زائدة من هذا النيكوتين ، وأنه هو من سيكون الخاسر هنا.
*********
روئيل الذي بدا وكأنه تم محاصرته كما لو أنه الأكسجين لمدة سبعة وأربعين ساعة تقريباً ، ليعود بعد ذلك إلى غرفته صارخاً بأقذر الشتائم في حق وينتر الذي فعل كل ما يريده هو ، كاسباً صفقة في صالحه.
بينما خرجت فيوليت ايضاً بعده بوقت القصير من خروجه من قاعة الاجتماعات.
في حين أن الطاولة كانت مليئة بعلب السجائر وزجاجات الخمور التي تم استهلاكها ومتبعثرةً في كل مكان.
انتاب فيوليت شعور بالذنب لاستخدامها جسد وينتر بهذه الطريقة ولكنها كانت تعلم أنه سيكون مسروراً جداً لإتمام العقد بالطريقة الصحيحة ، فبعد كل شيء كم كان المال مهم بالنسبةِ له حيث أنه لم يكن حتى قادراً على أن يوفر حتى ولو يوماً من أجل زوجته.
فيوليت قامت بتسليم هائيل العقد المختوم بختم روئيل الذي يحتوي على كل شيء يلزمه من الشركة كانيكسا.
تحدث هائيل وكأنه غير قادر على استيعاب ما حدث
“ما الذي حدث لك ؟”
” أعتذر ، ولكنني لا أعلم عن ما الذي تعنيه بهذا؟”
فبعد العمل لمدة ٤٧ ساعة متواصلة كانت كفيلة بجعل فيوليت تبدو شبه نائمةً بالفعل .
لذا على الفور توجهت إلى الغرفة النوم.
لكن هائيل استمر بمتابعتها ، ولكنها لم تعره أي اهتمام فبمجرد أن تم إسدال الستائر لتحل عتمة جزئية على المكان لتغط بعدها فيوليت في نوم عميق مع الشعور بالإنجاز والنصر مما فعلته .
إذا كان هذا ما عليه الجنون ،فعندئذً لا أعتقد أنني سأمانع العيش على هذا النحو..
*********
ولأول مرة في حياته يجد وينتر بلومينغ نفسه يعاني من الصعوبة في محاولاته في الاستيقاظ ولهذا السبب أدرك أنه في هذه اللحظة أن هذا ليس بجسده .
” اللعنة على أبن الـ…”
بعد أن تمكن من رفع نفسه ليدرك بعدها أنه أصبح بجسد زوجته ، بناء على صوته الذي بدا له غريباً من الوهلة الأولى ووجوده في هذه الغرفة عندما استيقظ ،من بعد ذلك قام بتحريك لسانه قليلاً حتى يعتاد عليه.
ذات مرة تم اختطاف وينتر لكونه كان يعد العملاق في قرية الأقزام ليقوموا بعد ذلك بجعله عبداً تحت رحمتهم لمدة شهراً كامل وكما أنه سبق له أن قامت ساحرة مجنونة باختطافه وإجراء عليه العديد من تجاربها المجنونه ، لذلك هذا بالنسبةِ له لا يعد شيئاً حتى أنه لم يجده غريباً ، فكل ما عليه الآن هو العثور على طريقة تجعله قادراً على الاتصال برجاله الذين بالجوار.
ولكن بغض النظر عن مدى شدهِ للحبل من أجل استدعاء الخادمة لكنها لم تأتي أي واحدة منهن ، وفِي تلك لحظة نفذت كل ذرات الصبر لدى وينتر ليقوم من مكانه ، وما إن فعل ذلك حتى ارتطمت قدميه بزجاجات فارغة من مشروب الشمبانيا والأدوية.
كان يعتقد دائماً أن الأميرة تلك المرأة الحساسة ولكن تبين له عكس تماماً الآن يبدو أنها لا تختلف عنه.
في اللحظة التي فتح فيها للبحث عن شخص ما ، ليرتعش جسده بأكمله!
” تبا ، ما خطب هذا الجسد؟”
أخذ وينتر يشتم ويلعن بينما هو يترنح خارجاً من الغرفة قبل أن يعود بسرعة للجلوس.
الصداع كان شديد لدرجة أنه يصعب السير حتى خطوة للأمام ،ولكن هوس وينتر بالقهوة جعله يواصل إلى أن وصل للدرج.
أين كان السبب وراء هذا فقد إنتهى به الأمر هنا بدلاً من أن يقوم بتوقيع العقد ، لهذا بغض النظر عن حالة هذا الجسد فهو عليه العودة إلى الفندق في الحال وإكمال الصفقة مع تلك الدودة الملعونة من جبال وايلدلين .
لو أنه بالفعل أن الأميرة قد تبادلت بالجسد معه هذا يعني أنها اصبحت هو ، لذا فهو لم يكن يعلم ما قد تفعله امرأة مثلها في مثل هذا الموقف وكيف ستتعامل مع هذا النوع من القذارة التي لم يسبق لها أن شهدت مثلها في حياتها .
وبينما حاول جر نفسه إلى أسفل الدرج صادف عندها وينتر طبيب العائلة بلومينغ ليكتون وهو يدخل إلى أحدى الغرف التي بالأسفل.
لطالما كان ليكتون يتجاهل وينتر وهو الطفل الصغير غير الشرعي منذُ البداية هذا ما جعل وينتر لا يكلف نفسه عناء معاملته كإنسان هو أيضاً ولكن في هذه اللحظة هو على استعداد أن يبكي امتناناً لأنهُ صادف الشخص المؤهل كطبيب مثله.
“ليكتون! من الجيد أنك هنا تعال وساعدني”
“هاه ؟ نعم”
انتاب ليكتون شعور بالإحراج قليلاً من تصرف فيوليت المنفتح الذي لم يعهدهُ عليها من قبل ولكنهُ على أية حال رافقها إلى أن وصلت لغرفتها.
أسقط وينتر بجسده المتثاقل على البطانية واتكأ بعدها بالوسادة بينما يتحدث له بنبرة قيادية:
” أعاني من الصداع! بسرعة حدد السبب ذلك؟”
” لقد أخبرتكِ البارحة يا سيدتي لا يوجد بكِ أي خطب!”
“هاا لا يوجد بي أي خطب؟ ولكن هذا الجسد يشعر وكأنه قماش رقيق يمكن تمزيقه بسهوله”
” مـ ما الذي تعنينه؟ …. ولما أنتِ تتحدثين بهذه النبرة القاسية؟”
بدأ ليكتون بالحديث بينما يقوم بفحص حالة فيوليت.
بما أن فيوليت إختفت في منتصف الحفلة الليلة الماضية دون القول أي كلمة وداع فقد كان الدوق والدوقة بلومينغ بجانب بعضهما مع ديف وكما أنهما كانَ مصممين على عدم تركه بمفرده ومؤازرته في الحفلة لهذا كان وينتر يتوقع أن يحصل على إجابة مؤكدة بأن هذه الهئية التي تبدو عليها بلى شك أنها كانت تعاني من مرض ما.
بدأ ليكتون بالتذمر بعد أن تظاهر أنه يقوم بعمل الفحص الطبي لـ فيوليت
“إلى متى ستظلين تتظاهرين بالمرض؟ قد تكونين بالفعل أميرة ولكنك حقاً عنيده جداً أيتها السيدة الصغيرة!”
توقف ليكتون عن كلام بعد ان أمسكه وينتر من ياقة قميصه وقام بتهديده:
“لقد قلت لك أنني لستُ على مايرام ، الآن أنا أريد أن أعلم من الذي منح هذا الطبيب المشعوذ إذن لكي يتفوه بمثل هذه الترهات في هذا الصباح الباكر؟”
‘الترهات’ خمن وينتر أنه لو كانت فيوليت هنا قد تقول هكذا.
لو أن وينتر في جسده المعتاد عندها لكان هذا الرجل مثيبةً على الأرض الأن ولكن هذا مستحيل القيام به في هذا الجسد لافتقار فيوليت للقوة الجسدية ، لذلك حاول وينتر قمع غضبه ، فهو كان يعلم أنه في الوقت الحالي غير قادر على تغلب هذا المعضلة ، أردف :
“أنت مدرك تماماً أن الراتب الذي تقبضه هو من مالي أليس كذلك؟”
“لـ لا ليس من السيدة الصغيرة وإنما من السيد!”
“أيّاً يكن فنحن بالفعل متزوجين أي ما يكسبه أو يعطيه يعود لنا”
“إن ذلكـ…”
” لهذا إن كنت ترغب بأن لا يتم طردك ، عليك أن تجيني بالذي ارغب بسماعه من الآن فصاعداً ، هل هذا واضح؟”
ليكتون عاد ليعيد قميصه الذي تجعد بعد أن هرب من قبضة امرأة استولت عليه من ياقة قميصه
وفي غضون ذلك أمر وينتر بأصبعه ليتبعه خرج غرفة نوم فيوليت وتوجها على الفور لغرفة نومه.
عند دخوله لغرفة نومه رأى فيليب الخادم المفضل لديه يقوم بمسح الأرضية .
فيليب رحب به بكل أدب وسأله:
” هل من خطب ما السيدةِ الصغيرة؟”
” آه ، عليّ ذهاب إلى العاصمة في الحال….”
توقف وينتر لبرهة بينما كان يتكلم بسبب الصداع الرهيب الذي انتابه فجاة ، ليقوم بعد ذلك فيليب بمد يد العون بينما أخر خجلاً قليلاً إلى أن خُف الألم عليه ليعاود وينتر كلامه مجدداً بينما هذه مره تمسك بسرير .
“أجلب لي القهوة ، أريدها ساخنةً جداً”
” حسناً، سيدتي الصغيرة”
” وأرغب منك أن تقوم بتدليكِ”
“…أجل؟!!”
عيون فيليب فتحت على مصراعيها ولكنه غادر الغرفة بسرعة من أجل جلب بعض القهوة في المقام الأول، على حسب ما تلقى من تعليمات .
بعدها قام وينتر بفتح خزانته التي بغرفته ليقف ليكتون مفزوعاً ، كاد على وشك الوقوف بعيداً.
لقد ورث أعين وآذان كاثرين بلومينغ كما أن فيوليت كانت مجرد هدف يصبوا إليه ، وكان الشعور مروعاً رؤيته كيف أنه يفتح خزانته نظرات ليكتون ليدرك عندها كم أن علاقتهما كانت فقط تزداد سواءً .
فقد كانت ثروة وينتر مهمةً جداً بنسبة له قيمتها حالها كحال حياته ، فإن كان من أجل المال فإنه على استعداد للقيام بأي شيء حتى وإن قتل الناس من أجل ذلك ،ولكن أن يقوم هذا الرجل بمشاركة زوجته لتفتح خزانته التي تعاهد على أن يشاركها إلا فقط مع حياته.
والجدير بالذكر أن فيوليت لم تقوم فقط بتغير الموقف المترسخ في عقول من حولها في هذه اللحظة بل أيضاً عرفت رمزه السري الذي يقود نحو القبو.
بغض النظر عن ما حدث للتو ، قام وينتر على فور بوضع مجموعة من العملات الورقية بجيب ليكتون ليستلقي بعدها على سرير وهو يطلب من ليكتون الذي كانت عيناه مفتوحتان على مصراعيها أن يقوم بتكرار ما أمره بفعله .
“حسناً إذاً يا ليكتون ما الذي طلبته منك مسبقاً؟”
“أن أقوم بإعطائكِ يا سيدتي الصغيرة الإجابه التي ترغبين بها!”
“بما أنني بحاجة للوصول إلى العاصمة بأسرع وقت ممكن ، أريد منك أن تفعل ما بمقدورك فعله ، وإن حدث لي إي أغماء وأنا على الطريق ، فإنني عنـ… لا أقصد زوجي شخصياً سيقوم بفصل رأسك عن جسدك”
كان يخطط للنوم بمجرد عودته ولكنه بدلاً من ذلك الأن عليه أن يساعد وينتر ولسبب ما كان يشعر أن رأسه في فوضى عارمه ولكن لحسن حظه فقد عاد فيليب مع القهوة والسكر.
ليسكب وينتر السكر في فنجان القهوة دون أي تردد ليشربه دفعة واحدة بينما غادر ليكتون ليبحث عن الدواء لعلاجه.
وبعدما خرج فيليب مجدداً ليعود بعدها بلحظات حامل معه وعاء مملوء بالماء الفاتر.
انتابه الإحراج من ذلك بينما وينتر جلس على السرير بينما ركع فيليب وألقى بقدميه تحته
ليمد يده جاذاً بها قدمي السيدة الشاحبة وطمرها بالماء ومن ثم بدأ ببطء يدلكها.
بسبب لمسات فيليب الخفيفه عليه شعر وينتر بالهيجان و باندفاع غاضب قال:
“هل أصبحت الآن فجأة رجلاً في الثمانين من عمره؟”
“حسناً ، لكن أذا قمت بالضغط عليك اكثر قد يتسبب ذلك بالألم لكِ..”
“أي النوع منــ…”
عينا وينتر أستقرا ببطء تنظران إلى يد فيليب بينما دفع وعاء الماء قليلاً من دون سابق إنذار.
لقد كان مشهداً غريباً إلى حد ما فقد تحول وجه فيليب إلى أحمر بشكل واضح ، مما جعله غير قادر على رفع رأسه وكما أنه كان يحاول السيطرة على نفسه خوفاً من أن قوته ستؤذي قدميها .
وعلى أية الحال فإنه وينتر بجسد فيوليت ولكن فيليب لم يكن يعلم بذلك لهذا تحدث إليه وينتر بهدوء :
“غادر الآن ولا تقترب مني مجدداً هل فهمت”
“شــ شكراً لكِ ”
أجابه فيليب بنبرة بصوت عالياً وكانت هذه أول مرة يسمع فيها وينتر فيليب بهذه النبرة عاليه ، وعلى الفور امسك بالوعاء قبل أن يهرب من غرفته مسرعاً جداً.
ضغط وينتر على لسانه و قام بلف شعره للحظه حتى توقف فجأة موجهاً بنظراته نحو المرآة ليلاحظ عندها أن شعر فيوليت الطويل قد تم قصه ليصل لحد الكتفين .
وبعد تحديقه لبعض وقت تمتم وينتر:
“…..لقد تأخرت !”
بدأ يتذكر حينها محادثةً إجراءها مع فيوليت في الشتاء الماضي.
يتبع…